اعلامي عراقي لـ ” تسنيم ” : الشهيد سليماني تصدى للتوسع الصهيو امريكي في المنطقة

0
846

اعلامي عراقي لـ ” تسنيم ” : الشهيد سليماني تصدى للتوسع الصهيو امريكي في المنطقة

اكد الاعلامي العراقي الاستاذ عيسى الفريجي ان الشهيد قاسم سليماني تصدى للتوسع الصهيو امريكي في المنطقة مبينا ان القضية الفلسطينية والقدس الشريف كان محور اهتمام وتفكير القائد قاسم سليماني والقيادة الحكيمة في ايران.

وقال الفريجي في مقال خص به وكالة تسنيم الدولية للانباء : ” لقد امتزجت دماء سليماني والمهندس ورفاقهم في حادثة المطار لتؤكد من جديد ان المعركة واحدة وان العدو واحد مهما تعددت الساحات وتباعدت المسافات ومهما اختلفت وجوه الاعداء لتبقى دماء الشهداء تغير دروب الثوار والمجاهدين نحو النصر المؤزر باذن الله”.

فيما يلي نص المقال:

لم يكن من باب الصدفة ان يتصدى قاسم سليماني للتوسع الصهيوامريكي في المنطقة ولم يكن دعمه لفلسطين والقضية الفلسطينية مبنياً على حسابات قومية او طائفية او عرقية او حتى مصلحية فهو منذ بدايات شبابه يتحسس الضيم والظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني نتيجة السياسات الامريكية فيالمنطقة، وتخاذل اغلب الحكام العرب وتواطؤهم مع الصهاينة الغاصبين وامتناعهم عن نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

القضية الفلسطينية والقدس الشريف كان محور اهتمام وتفكير القائد قاسم سليماني والقيادة الحكيمة في ايران رغم معرفتهم بالأثمان الباهظة التي عليهم دفعها مقابل هذا الاصطفاف.

القضية كانت بالنسبة لهم عقيدة ومبدأ وكفاح فالقدس الشريف اولى القبلتين وثالث الحرمين ونصرة المظلومين والتصدي للظالمين مبدأ بالنسبة للشهيد سليماني.

من هنا بدأ المشوار حيث وقف سليماني الى جانب قضية فلسطين رغم التباعد المكاني وسخر كل الامكانات المادية والمعنوية من اجل هذا الهدف، ايران لم تكن يوماً دولة مواجهة مع الكيان الغاصب لفلسطين ولا محاذية له وهذا ما دعا الشهيد سليماني الى خلق بيئات وحواضن لدعم مشروع المقاومة الكبير حيث بدأ العمل في تأسيس حزب الله في لبنان أوائل الثمانينيات القرن الماضي لمواجهة الاحتلال والتوسع الصهيوني في لبنان والمنطقة غير ان هذا لم يكن كافياً لتحقيق الهدف في الحاق الهزيمة النهائية للكيان الغاصب ما جعل التفكير ينصب على دعم الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني وفي الشتات لتنظيم صفوفهم وتطوير قدراتهم ومواجهة عدوهم الغاصب وجاء تسليم سفارة اسرائيل في طهران الى الفلسطينيين بعد انتصار الثورة الاسلامية مباشرة الخطوة الاولى في دعم القضية الفلسطينية وفي مواجهة اسرائيل.

سليماني قائد أممي

لم يقتصر عمل الشهيد سليماني على مواجهة مخططات الاعداء في الداخل الايراني (والذي بدأ منذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979) من خلال انخراطه في صفوف الحرس الثوري وقوات المقاومة الشعبية او عند غزو ايران من قبل صدام وبدعم امريكا واسرائيل واغلب الانظمة العربية ليكون مقاتلاً في جبهات الحرب المختلفة وفي التخطيط للاستيلاء على وكر التجسس والخيانة في طهران (السفارة الامريكية) مع الشباب الغاضبين من التدخلات الامريكية في شؤون بلادهم وانما تعداه الى تاسيس فيلق القدس وقيادته تلك القوة.

لم تكن علاقاته بالقيادات العالمية الرافضة للسياسات الامريكية صدفة فهو يعرف ان الصين وروسيا وكوبا وفنزويلا وغيرها دول ترفض السياسات العدوانية الامريكية، وهذا ما سهل مهمته في توثيق العلاقات بين هذه الدول وايران لمواجهة التفرد الامريكي في مجلس الامن الدولي والامم المتحدة والمحافل الدولية المختلفة.

لقد كانت للشهيد سليماني لقاءات مع اغلب قيادات هذه الدول (بعضها علني واغلبها سري) لتحقيق التفاهمات ورسم السياسات كما كان له علاقة وثيقة باغلب حركات التحرر العالمية وحركات المقاومة في العراق واليمن ولبنان وفلسطين ودول الخليج وأفغانستان وباكستان والعديد من الدول الافريقية.

لم تقيد الشهيد سليماني قوميته او دينه او طائفته وكان للجميع ومع الجميع من اجل تحقيق الاهداف السامية وعلى رأسها دعم المظلومين والمحرومين والوقوف معهم والانتصار لهمم في مواجهة المخططات الامريكية الصهيونية الرامية الى تركيع الشعوب وفرض الامر الواقع عليها.

لقد شعرت الادارة الامريكية ومن وراءها اسرائيل وأنظمة الشر العميلة لها في المنطقة في الخطر الذي تمثله الجمهورية الاسلامية على مشاريعهم ومخططاتهم ومصالحهم وهذا ما دفعهم الى احتلال افغانستان ومن ثم العراق وايجاد القاعدة والنصرة وداعش وعشرات المنظمات الارهابية لترتكب أبشع المجازر في العراق واليمن وسوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان وليبيا والعديد من دول العالم من اجل تشويه صورة الاسلام المحمدي الأصيل ومواجهة تمدده وتوسعه في مختلف أصقاع الارض ولصق مختلف التهم به.

لقد ساهم حكام السعودية ودول الخليج ( الفارسي )ومصر وغيرهم بما لديهم من وعاظ سلاطين في اصدار الفتاوى التي تبيح القتل واستباحة الدماء والاعراض واسترقاق البشر وبيعهم وتخريب ونهب الممتلكات الخاصة والعامة وتهديم مقامات الانبياء والأولياء والكنائس والمساجد وحتى المعالم الأثرية ومقدسات الأديان.

لم يكن الوقوف في وجه هذه المخططات والمؤامرات الاجرامية الخبيثة بالامر الهين خاصة وانه يستهدف كل شيئ ولا يقف عند حدود او سدود او محرمات.

سليماني والمهندس في مواجهة مخططات الأعداء

لم تكن العلاقة بين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني وليدة احتلال العراق من قبل امريكا بل بدأت مع البدايات الاولى لنشوء المعارضة العراقية في مواجهة صدام وحزبه اللعين وكان المهندس من الذين تصدوا الى نظام صدام وتعرض للمطاردة والملاحقة مما اضطره للهجرة من العراق الى الكويت ومن ثم ايران وهناك تم اللقاء بين قائدين يريدان الوقوف في وجه الظلم والظلام الذي تسعى لنشره امريكا، التقارب الروحي والنفسي بين المهندس وسليماني هو الذي جعل علاقتهما تتعزز حتى شهادتهما سوية في يوم 3/1/ 2020 في حادثة المطار المعروفة.

لقد وفر الاحتلال الامريكي للعراق بيئة خصبة للفوضى والخراب والدمار والارهاب وأشعل الطائفية والقومية من خلال حل الجيش العراقي وتحييد سلاحه الجوي والبحري والبري وكل الاجهزة الامنية كالشرطة واجهزة الامن المختلفة ليسهل عليه السيطرة على العراق ومقدراته وكان له ما أراد حيث أمعن في القتل والتخريب والنهب وقتل العلماء وتخريب مرتكزات الاقتصاد العراقي واشاعة الفوضى والاحتراب والطائفية بين مكونات الشعب العراقي تمهيداً للتقسيم والتحكم الدائم بالعراق والمنطقة خدمة للمشروع التوسعي الصهيوني.

هذا التمادي الذي برز في السماح بسقوط الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى بيد القاعدة وداعش مما جعل سليماني والمهندس ومن معهم من المجاهدين وحماة الديار يواجهون هذا التداعي الخطير وجاءت فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرتها المرجعية الدينية العليا لتعزز الموقف الجهادي وتقلب الموازين على المحتل وأدواته القذرة.

الاف الانتحاريين السعوديين والعرب والاجانب الذين تم تجنيدهم لهذه المهمة وصرفت عليهم عشرات المليارات من الدولارات لم يستطيعوا الوقوف طويلاً امام الحشد الشعبي بقيادة ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني.

وعندما رفضت حكومة الاحتلال الامريكي دعم الجيش العراقي والقوات الامنية وتوفير السلاح والعتاد والغطاء الجوي له وتنفيذ بنود معاهدة الاطار الاستراتيجي لم يكن امام سليماني والقيادة الايرانية الا ان تستجيب وبشكل فوري لحاجة الحشد والقوات الامنية من السلاح والعتاد وكل ما تحتاجه المعركة وكان للشهيد قاسم سليماني الدور المحوري والجهد الاكبر في توفير مستلزمات المعركة بل والحضور الميداني والاشراف على العمليات القتالية التي الحقت الهزيمة بداعش ومن يختبئ تحت عبائتها.

لم تقتصر المعركة على العراق وسوريا التي أدخلت اليها المنظمات الارهابية والارهابيين من مختلف انحاء العالم وكانت تتلقى الدعم من امريكا واسرائيل والسعودية واغلب دول الخليج ( الفارسي) ساهمت في اطالة معركة التحرير في العراق بعد ان تلاشت الحدود بين البلدين.

سليماني والمهندس يقودون الحرب لتحقيق النصر

توسع دائرة الحرب في العراق وسوريا وسقوط العديد من المدن في قبضة الارهاب المدعوم امريكيا جعل الشهيد سليماني يغير خطط المعركة ويفتح جبهات جديدة على الاعداء في القصير ونبل والزهراء وفي آمرلي وكركوك وديالى وصلاح الدين وفي الفلوجة والرمادي حيث ساهم حزب الله والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الاسلامية والشعبية في التصدي لزمر الارهاب والجريمة مدعوما من الاهالي الذين انتظموا في صفوف المقاومة للدفاع عن مدنهم وقراهم، وهذا ما عجل النصر والحق الهزيمة بمحور الشر حيث تحررت مدن العراق اجمع وكذلك العديد من المحافظات والمدن السورية من سيطرة الجماعات الارهابية.

هذه الهزيمة والخسارة الكبرى لامريكا واسرائيل والسعودية رغم امكاناتهم الهائلة عسكريا وماديا واستخباريا وسياسيا واعلاميا جعل العدو المهزوم يذهب الى الخيار الاخير.

استشهاد قادة النصر والتحرير سليماني والمهندس

استهداف قادة النصر لم يكن قرارا امريكيا بحتا بل كان قرارا مشتركا لكل محور الشر (اسرائيل والسعودية والامارات والاردن وغيرها) ما سهل استهداف القادة. (سليماني والمهندس) انهم لا يخافون الموت ويطلبون الشهادة ولا يفرون من الزحف بل كانوا يواجهون الموت كل ساعة في ساحات الجهاد المقدس الممتدة على مساحة عالمنا الاسلامي وكان من السهل رصدهم وتحديد مواقعهم لا سيما مع وجود عملاء وجواسيس للمحتل في بعض الاجهزة الامنية.

لقد استغرق التخطيط لتصفية القائدين سليماني والمهندس شهورا عديدة من الرصد والمتابعة وتوفير مستلزمات الجريمة والعناصر المشتركة بها وتوزيع الادوار الموكولة لهم. لقد توهم الاعداء ان اغتيال سليماني والمهندس سيمهد لهم طريق الهيمنة والسيطرة وما عجزوا عنه من خلال الاحتلال وصناعة الارهاب غير انهم أصيبوا بالذهول من حجم الرفض الشعبي والدولي والاستنكار والغضب الذي اعقب الاغتيال (الجريمة) وكان التشييع المليوني للشهداء في المدن العراقية والايرانية والحضور الجماهيري الواسع في الميدان شكل صدمة لصناع الارهاب حيث كان اكبر تشييع في التاريخ.

لقد امتزجت دماء سليماني والمهندس ورفاقهم في حادثة المطار لتؤكد من جديد ان المعركة واحدة وان العدو واحد مهما تعددت الساحات وتباعدت المسافات ومهما اختلفت وجوه الاعداء لتبقى دماء الشهداء تغير دروب الثوار والمجاهدين نحو النصر المؤزر باذن الله.

(انهم يرونهم بعيدا ونراه قريبا)

(انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى)

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

*

code