واعتبر مصطفى في حديث لموقع “العهد” الإخباري أنّ “هذه العبارة القليلة الكلمات، العميقة المعاني في عبرها ودروسها، كان لها تأثير كبير على مجمل ساحات المقاومة بدولها وقواها”، مشيرًا إلى أن “”من راهن على أنّ غياب الشهيد سليماني بقتله الجبان له ولرفاقه عن ساحات المواجهة مع القوى الظلامية ومشغليهم وداعميهم ومموليهم، من شأنه قصم ظهر المقاومة فهو واهم، لأنّ الحقائق في الميدان الجغرافي المتعددة، أسقطت ذاك الرهان على تأثيرات وتداعيات الاغتيال الواهم”.

وأضاف مصطفى أن “أولى هذه الحقائق هي الهجوم التطبيعي المعاكس الذي قادته ولا زالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة، تعويضًا على فشل مؤامرتهم على سوريا بعد 10 سنوات من حربٍ كونية عليها، وفشل أهداف عدوان التحالف السعودي على اليمن منذ 5 سنوات والقضاء على تنظيم داعش في العراق” .

وذكر أن ثانية الحقائق تمثلت بالمساهمة كعامل محوري في تظهير وتسريع الخطى نحو عالم متعدد الأقطاب، لقوى ناهضة في العالم، بعد أن استحوذت الولايات المتحدة على موقع القطبية الأحادية منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي، على وقع انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي الذي كانت تقوده آنذاك”.

مصطفى تابع أن ثالثة الحقائق تظهر بما يعانيه الكيان الصهيوني من مأزق وجودي يحاول جاهدًا نكرانه، مصحوباً اليوم بأزمة سياسية حادة غير مسبوقة، وتخبط وعجز المؤسسة العسكرية، والتي بدت مشلولة ومكبلة اليدين، أمام قوى المقاومة في شمال فلسطين وجنوبها، مع تنامي حضور المقاومة على جبهة الجولان”.

ولفت إلى أن خامسة الحقائق هي “السقوط المدوي لترامب وإدارته وحزبه في الانتخابات الأمريكية، بسبب سياساتهم الحمقى على غير صعيد ومستوى”.

وقال مصطفى إنه “بهذه الروحية والعزم والإيمان أمضى الشهيد سليماني حياته الجهادية، متنقلاً بين ساحات المواجهة في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الساحات، إلى أن قضى شهيداً على طريق عزة وكرامة وتحرير الأمة، من قوى الطغيان والعدوان والاستكبار العالمي، المتمثل بالتحالف الصهيو أمريكي والرجعي التكفيري”، ورأى أن “الشهيد مثل علامة فارقة في بلد شكّل بانتصار ثورته حالة فريدة لا مثيل لها في منطقتنا على كل الصعد والمستويات”.

وختم مصطفى قائلا إن “استشهاد القائد سليماني يزيدنا يقينا وإيمانا، أنّ دماءه وسائر الشهداء، ستبقى حافزًا لكل قوى المقاومة والأحرار في العالم على مواصلة المسيرة التي انتهجها شهيد فلسطين والقدس طالما هناك ظالم ومستكبر ومحتل في هذا العالم، الذي لا بد أن تسوده العدالة والحرية والكرامة”.